رؤية 2030- تسع سنوات من النمو والتحول الاقتصادي في السعودية

المؤلف: أحمد الجارحي (جدة)11.06.2025
رؤية 2030- تسع سنوات من النمو والتحول الاقتصادي في السعودية

في عامها التاسع، تواصل رؤية المملكة 2030 مسيرتها بثبات نحو المستقبل، منيرةً دربًا زاهرًا لازدهار الوطن ورفاهية المواطن، وتوفير فرص واعدة تضمن النجاح للأجيال القادمة، وتمكين المملكة العربية السعودية من الانطلاق بقوة نحو آفاق اقتصادية رحبة، معتمدةً بشكل أساسي على قدرات وطاقات أبنائها وبناتها. لقد شهدت آليات العمل في الحكومة السعودية تحولًا جذريًا وعميقًا على مدى السنوات التسع الماضية منذ إطلاق "رؤية 2030"، مما أثمر عن تحقيق نمو ملحوظ في الإيرادات غير النفطية، حيث قفزت بنسبة تقدر بـ 171% منذ عام 2016، لتشكل ما نسبته 40% من إجمالي الإيرادات الحكومية، بعد أن كانت لا تتجاوز 27% في عام 2015.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهها النظام التجاري العالمي جراء الحرب التجارية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين، انتهجت المملكة سياسة حكيمة ومتبصرة للتغيير والتطوير. وقد نجح صندوق الاستثمارات العامة، الذي يهدف إلى تعزيز دوره الاقتصادي والتنموي، في أن يصبح ركيزة أساسية في استراتيجية تنويع مصادر الدخل. انطلق "الصندوق" في تنفيذ برامجه الطموحة، وشهدت الأصول التي يديرها نموًا هائلاً من حوالي 720 مليار ريال لتصل في عام 2024 إلى 3.53 تريليون ريال، متجاوزة بذلك المستهدف المحدد البالغ 3.3 تريليون ريال. وارتفع عدد الشركات التابعة للصندوق إلى 93 شركة، ساهمت في توفير 1.1 مليون فرصة عمل مجدية.

لم تمنع التقلبات الاقتصادية التي عصفت بالعالم منذ إطلاق "الرؤية" من استمرار تنفيذ البرامج الاقتصادية الطموحة. وبفضل هذه الجهود، تبوأت المملكة مكانة مرموقة بين أقوى دول العالم في تصنيف الدول الأكثر تأثيرًا، وفقًا لما جاء في تقرير مؤسسة "يو.إس. نيوز آند وورلد ريبورت" الإعلامية الأمريكية لعام 2025.

وبينما يشهد سوقا "الذهبين الأسود والأصفر" حالة من التقلب وعدم الاستقرار، اختتمت رؤية المملكة 2030 عامها التاسع اليوم (الجمعة)، وعكست المؤشرات الاقتصادية مدى الاستقرار والنمو المتسارع الذي يشهده الاقتصاد السعودي، وذلك بفضل الخطوات الإصلاحية الشاملة التي تم اتخاذها على مدار الأعوام الماضية بهدف تحقيق الاستدامة وتنويع مصادر الاقتصاد. وقد تحولت العديد من مستهدفات الرؤية إلى واقع ملموس بوتيرة أسرع من المتوقع، وتجاوز عدد من مؤشرات الرؤية الأهداف المحددة لها لعام 2030 قبل الموعد المحدد، مما رفع سقف الطموحات إلى مستويات أعلى.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة